وفي الحقيقة هم مختلفون، لكن نحن نريد الأغلب، أعلى الأولياء وأفضل الأولياء عندهم هو القطب الأعظم، الذي يسمونه: القطب الغوث، ويقولون عياذاً بالله: لا يسمى الغوث إلا عندما يستغاث به والعياذ بالله، والاستغاثة بغير الله شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة والعياذ بالله، لكنهم يقولون: هذا القطب الأكبر أو القطب الغوث الذي يستغاث به. فهو أعظم الأولياء ورأس الأولياء، والذي سماه بعضهم: خاتم الأولياء، وإن تعجبوا فاعجبوا لمن يقارن أيهما أفضل: خاتم الأنبياء أو خاتم الأولياء والعياذ بالله؟ بل ربما يصرحون بأن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، انظر الضلال والعياذ بالله، وهذا هو مذهب
ابن عربي و
ابن الفارض وأمثالهما، وعلى ذلك جرى
الشعراني وأمثاله ممن كتبوا عن طبقات الأولياء، أو كتبوا في كرامات الأولياء، ولعلنا إن شاء الله نذكر نقولاً عنهم لإيضاح هذا بإذن الله، لكن الآن نبين أصل الفكرة.إذاً: عندهم رأس الهرم: القطب الأعظم، ثم عندهم الدرجة الثانية: القطب، وعلى كل حال كل منهم يرتبها كما يشاء، لكن الغالب هكذا: الأقطاب بعدهم الأبدال أو الأوتاد، إذا جعلنا الأوتاد أربعة دائماً فكلما قل العدد فهو أعلى، القطب الهرم هو واحد، وتحته الأبدال مباشرة وهم أربعون، وإذا قلنا: إن الأوتاد أربعة أو اثنا عشر، فإنهم يكونون بعد القطب مباشرة؛ لأنه كلما قل العدد يكون أعلى.وعندهم أيضاً النقباء أو النجباء، فإذا كان عدة النجباء أو النقباء كعدة نقباء بني إسرائيل يكون عددهم اثنا عشر، فيكون ترتيبهم هكذا: واحد، أربعة، اثنا عشر، أربعون، أما إذا كان كما يقول بعضهم: النقباء عدتهم كعدة أصحاب
بدر فيكونون أدنى شيء ثلاثمائة وأربعة عشر، ويقولون: لا تخلو الأرض منهم، أي: لا يخلو زمان ولا يخلو المكان من هؤلاء، فيكون كل عصر له نبيه وفي نفس الوقت له وليه، وكما أن أفضل الناس من أهل الظاهر الأنبياء، فهناك أفضل الناس من أهل الباطن أو من أهل الحقيقة وهم الأولياء.. وهكذا.